كثرة السفر تعني كثرة الذكريات… منها ما يُضحك، ومنها ما يُبكي، ومنها ما لا يُنسى أبدًا.
ومهما حاولت التخطيط لكل شيء بدقة، يبقى للسفر طريقته الخاصة في اختبارك بمواقف مفاجئة.
في هذا المقال، أشارك أغرب وأصعب المواقف التي واجهتها أثناء رحلاتي حول العالم، وكيف تعاملت معها، والدروس التي تعلمتها منها. ربما تجد نفسك في أحدها، أو تتفادها في رحلتك القادمة!
1. أصعب المواقف- نسيت ابني في الباص… لحظة لا تُنسى
المكان: جزيرة بينانج – ماليزيا
الموقف: أول رحلة خارجية لأطفالي
التفاصيل:
في أول رحلة لأطفالي خارج المملكة، قررنا استكشاف جزيرة بينانج الساحرة، وتحديدًا الانتقال من شاطئ باتو فرنجي إلى وسط المدينة باستخدام الباص العام.
ركبنا جميعًا، وكان الجميع متحمسًا ومستمتعًا بالمشاهد، لكن ابني الصغير اختار الجلوس في آخر الباص، وما لبث أن غلبه النعاس واستسلم للنوم.
عند وصولنا إلى وجهتنا، نزلنا جميعًا… أو على الأقل هذا ما ظنناه.
كل واحد منا كان يعتقد أن الآخر سيتأكد من وجود الطفل… حتى لحظة إدراك صادمة: ابني ليس معنا!
بدأنا نبحث بعشوائية، كلنا في حالة صدمة وارتباك، والقلق يتصاعد في عينيّ… دقائق قليلة كانت كافية لتحويل اللحظة إلى كابوس.
الباص غادر، وابني نائم فيه… والمكان مزدحم وغريب… واللغة حاجز إضافي.
شعرت بشيء في داخلي ينكسر، بكيت من الخوف، ومن شعور الأم بالفقد في أرض بعيدة.
لكن – ولله الحمد – لم تمضِ فترة طويلة حتى ساعدنا بعض الأشخاص الطيبين في التواصل مع الجهة المسؤولة عن الباصات، وتمكّنوا من إعادة ابني إلينا سالمًا.
لحظة رؤيته وهو يعود كانت من أكثر اللحظات المشحونة بالعاطفة في حياتي. احتضنته وكأنني لا أريد أن أفلت يده أبدًا.
الدرس المستفاد:
دائمًا اجعل الأطفال يجلسون في الأمام بالقرب من البالغين.
لا تفترض أن “الكل سينتبه”، خاصة مع الأطفال.
عند استخدام وسائل النقل العامة مع العائلة، تأكد من تعداد الركاب قبل النزول.
2. نسيان الجوازات… مرتين في بلدين مختلفين!
المكان: مطار جنيف – سويسرا & مطار سيول – كوريا الجنوبية
الموقف: الجوازات ليست دائمًا في الحقيبة!
صدق من قال: “بعض المواقف ما تصير إلا في السفر!”
في رحلتنا إلى سويسرا، كنا في مطار جنيف نتجول بعد الانتهاء من إجراءات المغادرة، وتوقفنا عند محل شوكولاتة سويسري صغير في صالة المغادرة. انشغلنا بالتذوق، والاختيار، والدفع… حتى خرجنا بكل سعادة إلى بوابة الصعود.
وبينما نجلس في منطقة الانتظار… فجأة أدرك زوجي أن جواله وجوازات السفر ليست معه!
نظرة سريعة… ثم ارتباك… ثم شعور بالبرود المفاجئ في الدم!
هرع عائدًا إلى المحل، وبلطف السويسريين، وجدهم قد احتفظوا بالجوازات والجوّال على جنب في انتظار عودتنا.
وبعدها بفترة… وفي قارة أخرى تمامًا، تكرر الموقف!
في مطار سيول – كوريا الجنوبية، توقفنا لشرب الماء من برادة المياه، ووضعنا الجوازات مؤقتًا على الرف بجانب البرادة… ثم نسيناها هناك!
لم نبتعد كثيرًا، لكن تلك اللحظات القليلة كانت كافية لتحريك كل مشاعر القلق والتوتر من جديد.
عدنا نركض تقريبًا… ووجدنا الجوازات كما تركناها، في مكانها، وكأنها تنتظرنا بابتسامة ساخرة.
الدرس المستفاد:
حتى المسافرين المتعودين يخطئون، لذا لا تثق كثيرًا بالذاكرة وحدها.
الجوازات يجب أن تكون في حقيبة يد مخصصة لا تُفارقك، وليس في يدك أو على طاولة.
عند كل تنقل أو توقف، أُجري “تفقد سريع”: الجواز؟ الجوّال؟ المحفظة؟
3. ضياع المحفظة في نيوزيلندا… ومفاجأة إنسانية
المكان: أوكلاند – نيوزيلندا
الموقف: الليلة الأخيرة قبل مغادرة المدينة
آخر ليلة لنا في أوكلاند، وكل شيء كان يسير بسلاسة. كنا نستعد للسفر فجرًا إلى مدينة كوينزتاون، فعدنا إلى الفندق مبكرًا للراحة والتجهيز.
لكن ما إن وصلنا إلى الغرفة حتى لاحظ زوجي أن محفظته اختفت.
في البداية، ظننا أنها لا تزال في الحقيبة، أو ربما نسيها في السيارة… لكن بعد دقائق من البحث السريع، تسلل القلق إلى قلوبنا.
نزلنا إلى لوبي الفندق، وبدأنا نبحث بكل زاوية مررنا بها. سألنا الموظفين، وبدأوا يساعدوننا بكل لطف واهتمام.
لم نجد شيئًا.
طلبنا من الإدارة مراجعة كاميرات المراقبة، وكلنا أمل أن تكون قد وقعت في مكانٍ ما.
وبعد مراجعة دقيقة، لاحظ أحد الموظفين أن شخصًا غريبًا التقطها من الأرض وخرج بها من الفندق!
هنا تحول القلق إلى حالة طارئة… لكن المدهش أن الفندق تمكن من التعرف على الشخص والتواصل معه.
وبعد وقت قصير، عاد الشخص بنفسه وأعاد المحفظة كما هي، لم يُمسّ منها شيء، وكأنها عادت من عالم موازٍ.
كانت لحظة مزيج بين الدهشة والامتنان، ليس فقط لاستعادة المحفظة، بل للتجربة الإنسانية في بلدٍ غريب… شعرت فيها أننا لسنا وحدنا.
الدرس المستفاد:
دائمًا، حتى في أقسى المواقف، هناك أشخاص طيبون يمكنهم أن يعيدوا لك الإحساس بالأمان.
لا تترك أشياءك الثمينة في يدك أثناء الدخول أو الخروج، بل اجعل لها مكانًا ثابتًا في حقيبتك.
قوة العلاقات مع طاقم الفندق تُحدث فرقًا كبيرًا عند وقوع الأزمات.
4. لا مواصلات في الصين… ومشينا لساعات في شوارع لا تنام
المكان: بكين – الصين
الموقف: يوم وطني مزدحم… ولا سيارة واحدة تقف!
خلال تواجدنا في بكين، صادف يوم زيارتنا لمعبد السماء أنه اليوم الوطني الصيني، أحد أكثر الأيام ازدحامًا في السنة.
استمتعنا بالجولة داخل المعبد حتى غروب الشمس، ثم قررنا العودة إلى الفندق للراحة… وهنا بدأت القصة.
خرجنا للبحث عن وسيلة مواصلات. تاكسي؟ لا أحد يتوقف.
جربنا تطبيق “Didi” الشهير، ولا سيارة تظهر كمُتاحة.
ذهبنا إلى محطات الباص… لكن الزحام خانق، والمسارات لا تصل إلى منطقتنا.
بقينا ننتظر من المغرب حتى الساعة 11 ليلًا، وكلنا تعب، والأطفال منهكون، ونحن في مدينة لا نتحدث لغتها، والناس فيها بالكاد يتكلمون الإنجليزية.
وأخيرًا، بعد أن بدأنا المشي سيرًا على الأقدام نحو الفندق، وبينا نقطع مسافة طويلة وسط شوارع مزدحمة، توقفت لنا سيارة أجرة وحيدة… شعرت وقتها وكأننا أنقذنا من الغرق.
الدرس المستفاد:
خطط دائمًا لنقل بديل، خاصة في أيام الأعياد الرسمية. احتفظ باسم الفندق مكتوبًا بلغة البلد، وحمّل خرائط Google بدون إنترنت قبل خروجك.
5. إلغاء الحجز قبل الوصول – كارلوفي فاري
المكان: كارلوفي فاري – التشيك
الموقف: لا فيلا… ولا إشعار مسبق!
في طريقنا إلى المدينة الجميلة كارلوفي فاري، كنت متحمسة جدًا للوصول إلى الفيلا العائلية التي حجزتها مسبقًا.
كل شيء كان يبدو مثاليًا… حتى قبل الوصول بساعات، جاءني إشعار صادم على البريد الإلكتروني:
“تم إلغاء الحجز من قِبل المالك.”
لا تنبيه، لا سبب واضح، ولا بديل مقترح!
وصلنا إلى المدينة، ومعنا أطفال وحقائب، وفي عز الموسم الصيفي، ولم نجد مكانًا نرتاح فيه.
توقفنا في أحد المطاعم، وبدأنا نبحث في مواقع الحجز، وكلنا توتر وقلق.
بعد محاولات كثيرة، وجدنا سكنًا بديلاً مناسبًا لعائلتنا، لكن الموقف كان مرهقًا وغير متوقع.
الدرس المستفاد:
حتى لو كان حجزك مؤكد، احفظ خطة بديلة، خاصة في المواسم ومع العائلات. ولا تتردد في التواصل المبكر مع مكان الإقامة قبل الوصول.
6. خطأ في تواريخ الحجز – بورت ديكسون
المكان: بورت ديكسون – ماليزيا
الموقف: يومين إضافيين… صدفة جميلة بعد خطأ بسيط
أثناء التخطيط للانتقال من ماليزيا إلى فيتنام، كنت أراجع تواريخ الرحلات، واكتشفت أني أخطأت في تواريخ تذاكر الطيران!
ببساطة، موعد مغادرتنا لم يكن كما ظننته… واضطررنا للبقاء يومين إضافيين في ماليزيا.
في البداية، شعرت بالإحباط، لأن كل شيء في الرحلة كان محسوبًا بدقة. لكن قررت أن أحجز إقامة هادئة في بورت ديكسون، وأحوّل هذا الخطأ إلى راحة مستحقة.
كانت تلك الإقامة العفوية فرصة لأخذ نفس، والتمتع بالهدوء، بعيدًا عن زحمة الجداول.
الدرس المستفاد:
راجع تواريخ الطيران والحجوزات بتركيز، خاصة عند التنقل بين دول.
وإذا أخطأت… لا تعاتب نفسك، بل اصنع من الخطأ فرصة.
7. كدنا نركب العبّارة الخطأ – سيشل
المكان: جزيرة لاديغ – سيشل
الموقف: خطأ صغير كان ممكن يغيّر وجهتنا
في طريقنا من جزيرة لاديغ إلى جزيرة ماهي، توجهنا إلى الميناء استعدادًا لركوب العبّارة.
كل شيء بدا مرتبًا… حتى لاحظت وجود أكثر من عبّارة تغادر في نفس الوقت، وتشبه بعضها في الشكل.
كنا على وشك الصعود إلى واحدة منها، لولا أني قررت في اللحظة الأخيرة أن أراجع اسم الشركة والتذكرة… واكتشفت أنها ليست العبّارة التي حجزناها!
ركضنا بسرعة إلى العبّارة الصحيحة، وتمكنا من الصعود قبل لحظات من الإبحار.
الدرس المستفاد:
لا تفترض أن كل شيء واضح، خاصة في الموانئ والجزر.
تحقق من اسم العبّارة، رقم الرحلة، ووجهتها… قبل أن تصعد.
8. سباق مع الزمن… مرة نلحقها ومرة لا!
المكان: مطار الدوحة – رحلة إلى أثينا، وأخرى من هولندا
الموقف: مرة نجحنا… ومرة فاتتنا الرحلة!
في إحدى رحلاتنا إلى اليونان، تأخرت طائرتنا من الرياض، وكان لدينا ترانزيت قصير في الدوحة.
وصلنا للمطار، ونحن في سباق مع عقارب الساعة.
ركضنا حرفيًا من بوابة لأخرى، ومعنا الأطفال والحقائب… وكل شيء في المطار بدا كأنه يمتد للأبد.
وصلنا إلى بوابة الطائرة إلى أثينا قبل إغلاقها بدقائق… وكنا آخر من صعد.
شعور بالانتصار والتعب والضحك، كله معًا.
لكن في رحلة العودة من هولندا إلى السعودية، لم يكن الحظ معنا.
تأخرت الرحلة من أمستردام، وعند وصولنا للدوحة… كانت البوابة أُغلقت.
اضطررنا إلى المبيت في المطار والسفر في اليوم التالي.
الدرس المستفاد:
لا تحجز ترانزيت أقل من ساعتين، خاصة في المطارات الكبيرة.
وليس كل مرة تسلم الجرة… أحيانًا تلحقها، وأحيانًا تتعلم الدرس!
9. 5 ساعات من الضياع بسبب إعدادات القارمن
المكان: أوروبا – أول رحلة بالسيارة
الموقف: الطريق كان بسيطًا… لكن الجهاز قرر التعقيد!
في أول رحلة لنا بالسيارة في أوروبا، كنا نستخدم جهاز الملاحة (قارمن)، وكل شيء بدا على ما يُرام.
كان من المفترض أن ننتقل من نقطة إلى أخرى في ساعة واحدة فقط… لكن ما حدث كان غير متوقع تمامًا.
استمر الجهاز في توجيهنا إلى طرق غريبة، بعيدة، ثم مغلقة… ثم دوارات بلا نهاية!
لم نفهم ما الخطأ حتى بعد مرور أكثر من خمس ساعات ونحن ندور في الطرق الريفية.
وفي النهاية، اكتشفنا أن إعدادات الجهاز مفعّل فيها خيار “تجنب الطرق المدفوعة”، وهو ما جعله يبتعد عن كل الطرق السريعة والمباشرة.
الدرس المستفاد:
- دائمًا راجع إعدادات جهاز الملاحة أو التطبيقات قبل بدء القيادة، خاصة في الدول الجديدة.
- أحيانًا حل المشكلة لا يحتاج خريطة… بل مجرد إعداد صغير.
10. تم منعنا من الدخول! موقف المطار في الهند
المكان: كيرلا – الهند
الموقف: تم منعي من دخول المطار رغم وجود حجز مؤكد
قمت بترقية تذكرتي من الدرجة السياحية إلى درجة رجال الأعمال، وكل شيء كان رسميًا ومؤكدًا.
لكن عندما وصلنا إلى مطار كيرلا، تفاجأنا بأن رجال الأمن المسؤولين عن الدخول يراجعون الأسماء… ولم يجدوا أسماءنا ضمن القوائم!
رفضوا دخولي… وبكل بساطة طلبوا مني الانتظار خارج المطار، بينما سمحوا لزوجي بالدخول للتأكد من الوضع.
حاولنا الشرح، أظهرنا كل ما لدينا من إثباتات… لكن دون فائدة.
وبعد مفاوضات طويلة وتدخل أكثر من موظف، تأكدوا من خطأ في النظام، وتم السماح لنا بالدخول قبل دقائق من إقلاع الطائرة.
الدرس المستفاد:
- في بعض الدول، الإجراءات الأمنية قد تكون معقدة وغير مرنة.
- دائمًا احمل نسخة مطبوعة من الحجز والتذكرة، خاصة بعد الترقية أو أي تغيير.
11. إنذار الطوارئ في الفندق… بداية يوم مفزعة!
المكان: كندا – جبال بانف
الموقف: استيقظنا على صافرات الإنذار في الفندق
في الصباح الباكر، كنا لا نزال نائمين في الفندق الجميل بين جبال بانف الكندية… وفجأة!
انطلقت صافرات الإنذار بكل قوة، واستيقظنا مفزوعين، لا نفهم ما يجري.
خرجنا أنا وأبنائي بسرعة من الغرفة، ومعنا كل من في الفندق، في لحظة من الذعر والارتباك.
بقينا بالخارج حتى تأكدت الإدارة من أنه خلل فني في النظام، وتمت السيطرة عليه.
لكنها كانت لحظة من الرعب الحقيقي، خاصة مع وجود الأطفال، وعدم معرفة ما إذا كان الأمر حقيقيًا أو مجرد إنذار كاذب.
الدرس المستفاد:
- حتى في الفنادق الفخمة… تحدث الطوارئ.
- دائمًا احتفظ بالحاجات الأساسية قريبة (جواز، محفظة، جاكيت خفيف)، فقد تحتاج للخروج فجأة.
12. فقدان الكاميرا في مطار مونتريال… وجع لا يُنسى
المكان: مونتريال – كندا
الموقف: نسيت الكاميرا وملحقاتها… ولم تعد
بعد رحلة تصوير ممتعة في كندا، وعند الوصول إلى مطار مونتريال، وضعت الكاميرا وملحقاتها بجانبي أثناء الانتظار… ثم نسيتها تمامًا عند مغادرتي المكان.
ولم أنتبه إلا بعد فترة قصيرة، لكن حين عدنا للسؤال والبحث، كانت اختفت تمامًا.
حاولنا التواصل مع الأمن، فُتحت البلاغات، وراجعنا الأماكن، لكن لم نجد لها أثرًا.
والأصعب أن الكاميرا كانت تحتوي على ذكريات الرحلة بالكامل، بالإضافة إلى هاردسك خارجي وملحقات غالية الثمن.
الدرس المستفاد:
- لا تترك أغراضك على المقاعد أو الأرض في المطارات، حتى لو لدقيقة.
- احرص على رفع الصور والملفات المهمة أولاً بأول على السحابة أو في قرص احتياطي منفصل.
13. حجز مؤكد… وفندق غير متاح!
المكان: كوالالمبور – ماليزيا
الموقف: وصلت إلى الفندق… ولم يكن فيه مكان لي!
وصلت إلى الفندق بعد رحلة طويلة، وكان حجزنا مؤكدًا في أحد فنادق ماريوت.
لكن عند الوصول، تفاجأت بأن الفندق محجوز بالكامل، رغم وجود تأكيد إلكتروني مسبق!
كانت لحظة ارتباك، لكن الإدارة تعاملت بلطف واعتذرت عن الخطأ، وتم نقلنا إلى فندق آخر بنفس المستوى: فندق ريتز كارلتون.
والحمد لله أن التجربة كانت مريحة، والخدمة احترافية.
الدرس المستفاد:
- حتى مع الحجز المؤكد، تأكد من التواصل المسبق مع الفندق، خاصة في المواسم.
- أحيانًا الخطأ في صالحك… و”الغلط الجميل” يقودك إلى تجربة فندقية أجمل!
14. سائق التاكسي النصاب في فيتنام
المكان: هو تشي منه – فيتنام
الموقف: خمس دقائق بتكلفة 100 ريال!
كنا نتجول في السوق الليلي في مدينة هو تشي منه، والفندق – ذا ريفري سايغون – لم يكن بعيدًا.
لكن بعد يوم طويل من المشي، قررنا أخذ تاكسي صغير للعودة.
استمرت الرحلة بالكاد خمس دقائق، لكن عند الوصول، طلب السائق مبلغًا يعادل 100 ريال سعودي!
حاولنا مناقشته، وشرحنا له أن المبلغ مبالغ فيه جدًا… لكن دون جدوى.
في النهاية، دفعنا له… وخرجنا من التجربة بشعور من الغبن والدرس القاسي.
الدرس المستفاد:
- في بعض الدول، يُفضل استخدام التطبيقات المعروفة مثل Grab أو Bolt لتفادي الاحتيال.
- لا تركب أي تاكسي بدون التأكد من وجود عداد رسمي واضح.
15. أول رحلة إلى بالي… بين عاصفة مفاجئة وهجوم كلاب!
المكان: جزيرة بالي – إندونيسيا
الموقف: لحظات من الرعب… مرتين في نفس الرحلة!
كانت رحلتي الأولى إلى بالي مليئة بالجمال، الغابات الاستوائية، أصوات الطبيعة، وصفاء الشواطئ… لكن خلف هذا الهدوء، كانت تخفي لي بعض المفاجآت!
في إحدى الليالي، وبينما كنا نستعد لقضاء أمسية هادئة في الفيلا، هبت عاصفة قوية بشكل مفاجئ.
كانت السماء ترعد، والرياح تزداد شدة، وفجأة، اقتُلعت الشمسية الكبيرة الموضوعة بجانب المسبح، وطارت بسرعة مذهلة باتجاهنا.
في ثوانٍ معدودة، اصطدمت الشمسية بجدار الفيلا الزجاجي، وتحطم الزجاج بقوة، وتناثرت الشظايا في كل الاتجاهات.
كنت على بعد خطوات قليلة من مكان الاصطدام… ولو لا لطف الله، لكانت النتائج مختلفة تمامًا.
تلك اللحظة ما زالت عالقة في ذهني: صوت الزجاج، والريح، والرعب الصامت الذي شعرت به.
ولم تنتهِ مغامرات الرعب هناك…
في صباح اليوم التالي، خرجت مبكرًا كعادتي، أتمشى وألتقط صورًا للحياة الصباحية في القرية.
لفت نظري مجموعة من الكلاب تقف في طرف الطريق، وكان المنظر يبدو عاديًا… حتى قررت الاقتراب لتصويرهم بهاتفي.
فجأة، ومن دون سابق إنذار، هاجمتني المجموعة!
ثمانية… وربما عشرة كلاب، تتقدم نحوي، بعضها ينبح، وبعضها يركض في دوائر.
تسمرت مكاني من الصدمة، لم أصرخ، لم أهرب، فقط وقفت مشلولة تمامًا من الخوف.
لحسن الحظ، كان أحد عمال النظافة قريبًا، فركض بسرعة باتجاهي، وبدأ يصدر أصواتًا ليبعدهم، حتى تراجعت الكلاب وغادرت.
لم أصدق أنني خرجت من الموقفين دون أذى.
كانت أول رحلة إلى بالي… وواحدة من أكثر الرحلات التي اختبرت فيها قوتي النفسية، وقدرتي على التماسك.
الدرس المستفاد:
- الطقس الاستوائي قد يكون غادرًا… راقب التنبؤات الجوية، وثبّت كل ما هو قابل للطيران في أماكن الإقامة المفتوحة.
- لا تقترب من الحيوانات الضالة مهما بدا المشهد هادئًا. التصوير من بعيد لا يثير ردود فعل مثل الاقتراب.
- كن دائمًا يقظًا، واحترم الطبيعة بكل ما فيها… فهي جميلة، لكنها قوية.
وفي النهاية، تبقى المواقف الغريبة التي نواجهها أثناء السفر جزءًا لا يتجزأ من جمال الرحلة وروح المغامرة. فهي اللحظات التي نفاجأ بها، ونضحك عليها لاحقًا، وربما نرويها مرارًا لأحبّتنا كلما اشتقنا لذكريات الطريق. فالسفر لا يمنحنا فقط صورًا نلتقطها، بل قصصًا نحتفظ بها في الذاكرة، ونحملها معنا كأغلى تذكارات العمر.”
“لمن يرغب في استكشاف أغرب وأطرف المواقف التي قد تواجه المسافرين حول العالم، يمكنكم قراءة مجموعة من القصص الحقيقية والطريفة عبر هذا الرابط: اضغط هنا.”
