الفلبين واحدة من أجمل الوجهات السياحية في جنوب شرق آسيا، بجزرها الساحرة التي تزيد عن 7,000 جزيرة، وثقافتها الغنية التي تمتزج بين الشرق والغرب. كان حلمي منذ زمن طويل زيارة هذه البلاد التي تنبض بالحياة، واستكشاف شواطئها الرملية البيضاء، وغاباتها الكثيفة، وشلالاتها الرائعة، ومدنها التي تعكس تنوعاً ثقافياً فريداً.
بدأت رحلتي بشوق كبير لاستكشاف عاصمتها الصاخبة مانيلا، ثم امتدت إلى جزيرة بوراكاي، المعروفة برمالها الناعمة، وصولاً إلى جزيرة بالاو الساحرة التي تأخذك في رحلة إلى قلب الطبيعة. كل محطة كانت تحمل مغامرة جديدة، ولحظات لا تُنسى بين الألوان الزاهية للطبيعة ودفء الضيافة الفلبينية.
في هذا المقال، سأشارك تفاصيل رحلتي، بدءًا من التحضيرات وحتى أجمل اللحظات التي عشتها في هذا البلد الساحر، آملًا أن تكون مصدر إلهام لمن يبحث عن تجربة فريدة ومغامرة لا تُنسى.
تفاصيل الرحلة
مانيلا: العاصمة
كانت مانيلا، العاصمة الصاخبة للفلبين، أول محطة في رحلتي. هذه المدينة التي تجمع بين الماضي والحاضر بشكل ساحر تأسر الزوار بمزيجها الفريد من التاريخ العريق والحياة العصرية.
وصلت إلى مطار “نينوي أكينو الدولي”، حيث كان الاستقبال حارًا ومليئًا بالابتسامات. من اللحظة الأولى، شعرت بدفء الضيافة الفلبينية التي سمعت عنها كثيرًا. كما تعتبر الفلبين في رحلتنا في الغالب ترانزيت للذهاب للمقصد الأساسي من الرحلة وهو كوريا وفرصة لمشاهدة دولة جديدة لم يسبق زيارتها.
اليوم الأول في مانيلا
بدأت رحلتنا بالانطلاق من المدينة، اقلعنا بعدها متوجهين الى مانيلا مطار نينوي أكينو الدولي تيرمنال 1،في رحلة استغرقت 10 ساعات وبعد انتهاء الإجراءات، اخذنا تاكسي وتوجهنا الى فندق هوليداي إن اكسبرس مانيلا نيوبورت سيتي Holiday Inn Express Manila Newport City
مميزات الفندق
يمتاز الفندق بقريه من المطار تيرمنال 3
كما يوجد به باص ينقل الركاب الى المطار الأمان عالي في الفندق
السلبيات
الفطور عبارة عن طلبات لا يوجد بوفيه
الغرف ضيقة لا تتناسب مع فخامة اللوبي لكنه عموما مناسب للترانزيت
فعاليات هذا اليوم
اكتشاف المنطقة حول الفندق ،وتناول طعام العشاء في أحد المطاعم القريبة من الفندق
اليوم الثاني في مانيلا
توجهنا في هذا اليوم الى جزيرة بوراكاي
بوراكاي: جزيرة الأحلام ورمال الحرير
بعد قضاء يوم من الراحة في مانيلا، توجهت إلى الوجهة التي كنت أترقبها بشوق: جزيرة بوراكاي. هذه الجزيرة الصغيرة الواقعة في منطقة فيساياس الغربية تُعتبر واحدة من أجمل الجزر في العالم، ويعود ذلك إلى شواطئها البيضاء الناعمة، ومياهها الفيروزية الصافية، وأجوائها التي تمزج بين الراحة والمغامرة.
أشهر شواطئ بوراكاي:
ستيشن1: فيه العديد من الفنادق والمنتجعات والمطاعم.
ستيشن 2: يحتوي على مطاعم وفنادق أكثر عدداً من ستيشن1، ويُفضل السكن فيه أغلب الزوار، بسبب موقعه المتوسط في الجزيرة، واحتوائه على العديد من المرافق المُسليّة والأنشطة الترفيهيّة.
ستيشن 3: يوجد فيه عدد أقل من المطاعم والفنادق عن شاطئ ستيشن
اليوم الأول في بوراكاي
وصلت إلى بوراكاي عبر مطار “كاتيكلايان”، حيث كان مندوب الفندق في استقبالنا،توجهنا بعد ذلك الى صالة صغيرة، قبل الانطلاق الى بالقارب الى منتجع شانجريلا بوراكاي ريزورت آند سبا،
مميزات المنتجع
- يمتاز بشاطئ خاص
- خدمات فاخرة مثل التوصيل من وإلى المطار،
- العديد من الأنشطة البحرية.
- كما يعتبر المنتجع مثاليًا للاسترخاء،
- تقديم عروضًا فلكلورية في المساء.
قضينا اليوم الأول في المنتجع والاستمتاع بالفعاليات الموجودة به
اليوم الثاني في بوراكاي
- الأنشطة: خلال إقامتنا في بوراكاي، استمتعنا بالعديد من الأنشطة مثل:
- المشي على الشواطئ الرملية.
- الاسترخاء على الشاطئ الخاص بالفندق.
- جولات بحرية وأنشطة رياضية مثل الغوص وركوب الأمواج.
- التنزه في مركز الجزيرة وتناول العشاء في أحد المطاعم المطلة على الشاطئ.
اليوم الثالث: وداع بوراكاي – جنة الرمال البيضاء
صباح هادئ على الشاطئ الأبيض (White Beach):
بدأ اليوم الأخير في بوراكاي بنظرة أخيرة إلى الرمال الناعمة والمياه الزرقاء الصافية التي أسرتني بجمالها منذ اللحظة الأولى. كان الشاطئ هادئًا، حيث أمضيت الساعات الأخيرة في استنشاق نسيم البحر والتمتع بأصوات الأمواج قبل مغادرة الجزيرة.
مغادرة بوراكاي:
- غادرنا الجزيرة ظهرًا على متن قارب صغير، متوجهين إلى محطة العبارات للوصول إلى مانيلا.
- استغرقت الرحلة البحرية دقائق معدودة، لكنها كانت مليئة بالمشاهد الساحرة التي لن تُنسى.
الرحلة إلى سيئول عبر مانيلا:
- وصلنا إلى مطار مانيلا بعد أربع ساعات من الترانزيت، قبل استكمال رحلتنا إلى سيئول.
تجربة الأنشطة في بوراكاي:
1. الغوص بين الشعاب المرجانية:
- كانت تجربة الغوص مذهلة، حيث استكشفت الشعاب المرجانية النابضة بالحياة ورأيت ألوانًا مذهلة من الأسماك والمخلوقات البحرية.
2. التزلج الهوائي (Parasailing):
- واحدة من أبرز لحظات الرحلة كانت رؤية بوراكاي من الأعلى أثناء التزلج الهوائي. المناظر كانت خلابة للغاية، حيث بدت الجزيرة كلوحة طبيعية مليئة بالألوان.
3. ركوب الأمواج:
- لمحبي المغامرة، كان ركوب الأمواج نشاطًا لا يُنسى، حيث يندمج الإثارة مع جمال الطبيعة.
المساء في بوراكاي: حياة شاطئية نابضة:
- مع غروب الشمس، تحوّل شاطئ وايت بيتش إلى مركز حيوي مليء بالحياة:
- تناولت عشاءً شهيًا في مطعم شاطئي، حيث استمتعت بالمأكولات البحرية الطازجة والمعدة بأسلوب فلبيني أصيل.
- تزامن العشاء مع عروض نارية مبهرة، أضافت سحرًا إلى الأجواء.
- اختتمت الأمسية بالموسيقى الحية التي عززت الروح الاحتفالية للجزيرة.
الخلاصة:
كانت بوراكاي تجربة تجمع بين جمال الطبيعة وأنشطة المغامرة والترفيه، حيث قدمت لحظات استثنائية ستبقى عالقة في الذاكرة.
غادرت الجزيرة بقلبي مليء بالامتنان لهذه الجنة التي منحتني تجربة لا تُنسى، ومتشوقًا للعودة يومًا ما لاستكشاف المزيد من أسرارها.
شاهد تقرير رحلتي إلى كوريا الجنوبية
